أولاً أحييكم على صمودكم وعلى جهودكم الجبارة في مُقارعة الإعلام العدواني ونقل الصورة الحقيقية لواقع ووقائع الأحداث في الداخل الليبي, والذي يُحاول الأعداء بكل ما أوتوا من قوة لتحريف الحقائق وتلفيق الأخبار وفبركة الأحداث, لكنهم فشلوا واندحروا خاسئين مدحورين.
والحق يُقال فأن الدكتور يوسف شاكير كان له قصب السبق في إظهار الحقائق وكشف ذلك الدجل والتلفيق الصهيوخليجي المفضوح.
إلا أن لدي بعض الملاحظات التي أراها مهمة فأرجو منكم الالتفات إليها والاهتمام بها :
1-موعد برنامج – عشم الوطن – لا يأتي في وقت الذروة بالنسبة للمُشاهد الليبي والعربي سواء كان في المنطقة العربية أو في بلاد المهجر القريبة من العالم العربي, وأعتقد أن وقت بثه سيئ للغاية وغير مناسب سواء لمن كان في الداخل أو الخارج, وأحياناً لا يتم الالتزام بوقت البث المُحدد, ربما لظروف قاهرة نقدرها.
ولكن عندما يتم بث البرنامج حياً وعلى الهواء الساعة 12 مساءاً وينتهي أحياناً الساعة الـ 2 فجراً على توقيت ليبيا, هذا يعني أنهُ يبدأ الساعة الواحدة ليلاً وينتهي الساعة الـ 3 فجراً في دول الخليج العربي التي تبث منها قناتي الفتنة والخبث قناة الجزيرة والعربية, وفي هذا الوقت أغلب الشعوب العربية تغط في النوم وفي سبات عميق, وهنا سيفقد البرنامج حيويته وسيحرمه الزخم الجماهيري.
لذا أقترح على مُعدي البرنامج ومن الدكتور يوسف شاكير شخصياً, أن يراجعوا موعد البث, ليكون في وقت الذروة بالنسبة للجماهير العربية كافة, وحبذا لو أنهُ يُقدم في تمام الساعة 9 مساءاً أو في أعلى تقدير الساعة 10 مساءً على توقيت ليبيا.
وأنا أعلم جيداً أن الدكتور شاكير مُثقل ومشغول جداً ومزدحم بالمواعيد والزيارات اليومية, وربما يأخذ منه وقت الإعداد والنقاش مع المُعد بعض الوقت, وأنا أقدر له جهده ودوره التوعوي, لكن مع هذا فعليه أن يُراجع بجدية موعد البرنامج, لأن موعده الحالي هو عبارة عن عملية تغييب وربما اغتيال للبرنامج, ومن سيقول أن البرنامج يُسجل عادة ويُعاد مرة أخرى للجمهور, أقول له : لن يتابع أحداً في هذه الأيام المُزدحمة بالأخبار والأحداث الساخنة برنامجاً مُسجلاً, ويترك البرامج الحية والمُباشرة, والكل يعلم أن روعة البرامج عادةً ونجاحها يتم من خلال البث المُباشر وليس في فترة الإعادة.
وطبعاً يبقى التقدير للقائمين على ذلك البرنامج, وهم أدرى بمصلحتهم, ولكنني كمشاهد مُتابع وراصد من خارج ليبيا, أردت أو أنبه لتلك الثغرة في موعد البث.
2-الهجمة المُنظمة والسعي الحثيث لإغلاق القنوات الليبية من على الأقمار الأوربية والعربية, وكيفية التخلص من تلك المشكلة التقنية؟
كما هو معلوم أن ليبيا وللأسف لم تمتلك قمراً صناعياً كبقية الدول, فمثلاً مصر تمتلك قمر النايل سات وهو قمر يُغطي جميع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وجزء كبير من أوربا, أي جنوب ووسط أوربا, وهنالك قمر العرب سات وهو قمر عربي قديم, استحوذت عليه السعودية وتملكته, ثم أضافت إليه عدة أقمار ومسارات تعرف بأقمار بدر 1 و2 و3 و6 والخ, وتلك الأقمار تغطي منطقة الشرق الأوسط وقسم كبير من أفريقيا, وكامل القارة الأوربية, وحالياً إيران تسعى لشراء قمر صناعي يُغطي سمائها وسماء الدول العربية والأوربية, ودويلة "قطر العظمى" هي الأخرى اشترت قمراً صناعياً لتُنافس به قمري النايل سات المصري والعرب سات السعودي, وسوف يُطلق خلال عدة أشهر.
إذن ليبيا تعيش في حالة حصار فضائي أيضاً, وأنا سبق وعلقت في المُنتدى حول قرار الجامعة العربية الأخير في إلغاء القنوات الليبية من على قمر العرب سات, وسوف أنسخ ما كتبته لتكتمل لكم الصورة :
((الإخوة الأكارم أرجو أن لا نكون ساذجين وسطحيين في قراءة الأحداث, فالجامعة العربية هي مُجرد صورة وغطاء وهي لا في العير ولا في النفير, ولو كان القرار فعلاً نابع من قبل الجامعة العربية التي هي برئاسة مصرية؟
لتم إلغاء القنوات الليبية من على قمر النايل سات المصري؟
ولكن كما هو معلوم فأن قمر العرب سات هو تابع للسعودية ومقره الرئيسي في الرياض.
وبداية إنشاء هذا القمر كان بإسم جميع الدول العربية, ولكن بعد دخول العراق للكويت تعرقل مشروع قمر العرب سات العربي, وتم طرد العراق من عضويته ومصر تنصلت من دفع الرسوم هي وبعض الدول العربية, فاستولت عليه السعودية بالكامل وأصبح القمر سعودي الملكية.
ثم أطلقت السعودية عدة أقمار لعدة مسارات لنفس القمر فأصبح هنالك بدر 1 و بدر 2 وبدر 3 وبدر 6 وغيرها من أقمار وكلها تتبع للسعودية وعليه فالسعودية هي من تتحكم بقمر العرب سات, وهي من قررت الآن إغلاق المحطات الليبية وليس الجامعة العربية؟
ولكن تم الزج باسم الجامعة العربية للتغطية على الخسة السعودية وربما لرفع العتب.
وسبب إغلاق القنوات الليبية لأنها باتت تزعج الإعلام الصهيوخليجي, كما قام ساركوزي قبل أسابيع بإغلاق القنوات الليبية من قمر الهوتبيرد الأوربي لأن ملكيته والسيطرة عليه فرنسية خالصة.
ولو رجعنا بالتاريخ قليلاً لبداية غزو العراق, لوجدنا أن بغداد كانت قد اُحتلت وبقيت القناة الفضائية العراقية الرسمية موجودة على نفس التردد على قمر الهوتبيرد ولم تغلق, رغم سقوط النظام؟
والسبب أن الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك كان ضد الحرب على العراق, فلم يغلق القناة العراقية.
فعلينا إذن أن لا نتغابى ونرمي الاتهامات جزافاً, وعلى الحكومة الليبية أن توجه خطاب استفسار من السعودية وعلى السعودية أن تكذب الخبر وتتنصل منه, إذا كان ليس لها ضلع في الموضوع.
وغير هذا فأن السعودية هي من قامت أو تريد إغلاق القنوات الليبية بحجة قرارات الجامعة العربية)).
نأتي الآن للبدائل الممكنة, أولاً وكما قلت يجب مُخاطبة النظام السعودي رسمياً وبصورة مُعلنة لوضعهم على المحك, ومطالبتهم بتبرير مقبول لقيامهم بإلغاء القنوات الليبية من على قمر العرب سات, خاصة وأن ليبيا لم تتأخر في دفع رسوم القمر؟
كما أن القنوات الليبية الآن تبث على قمر نايل المصري فقط, ولن نضمن أن تبقى تلك القنوات بأن تستمر في البث على قمر النايل سات المصري, فأشباه عمرو موسى ممن باعوا شرفهم وضمائرهم بحفنة من الجنيهات, هم كُثر الآن في ظل الارتباك الحاصل في مصر, وقد يتناذلوا في أي وقت ويقوموا بالتحريض على غلق القنوات الليبية, ومن ثم لن تجد أي صوت يذكر للقوات الليبية خارج الحدود.
والمعلوم أن أهم قمر في الشرق الأوسط, هو قمر النايل سات, وعلى سبيل المثال هنالك قمر آخر مُهمل يقع على نفس مسار قمر النايل سات, يُسمى قمر اتلنتك بيرد (Atlantic Bird), فيجب على القنوات الليبية أن تشترك به منذ الآن وتبث على ترددات هذا القمر للاحتياط فقط, وهذا القمر يقع على نفس مسار قمر النايل سات المصري, أي لا يحتاج الجمهور أو صاحب صحن الاستقبال أي يحرك الصحن أو يُغير رأس الستلايت, بل ما عليه إلا أن يبحث في قمر النايل سات وسيجد القنوات الليبية موجودة على ترددات أخرى, وهذا الاحتياط مهم لسببين؟
أولاً : ليكون احتياطاً بديلاً عن قمر النايل سات في حال تم إغلاق القنوات الليبية من القمر المصري مُستقبلاً.
ثانياً : ليكون رادعاً لقمر النايل سات, في حال وجدوا أن قمر اتلنتك بيرد الذي يبث على نفس مسار النايل سات يبث القنوات الليبية, فما الداعي لأن يلغوا هم القنوات الليبية وهي موجودة أصلاً على ترددات النايل سات وفي قمر آخر مواز لقمرهم؟
أما الفضاء الأوربي فيُمكن أن تشترك القنوات الليبية في أقمار أخرى مُتعددة غير مملوكة لفرنسا, فهنالك عدة أقمار لعدة دول, ويمكن مفاتحة الروس والأتراك, لأن لديهم أقمار تقوم ببث القنوات الفضائية, مع التبثت من مساراتها ومساحة البث التي تغطيها؟
وليعلم الجميع أن الحرب العدوانية على ليبيا كانت حرب إعلامية 100% في بدايتها, وهي الآن باتت حرباً مُكملة للعدوان الصليبي الخليجي, إلا أنها تلك الحرب الإعلامية قد تقزمت حالياً فوصلت نسبتها إلى 50%, وهذا بفضل صمود أبناء الشعب الليبي الأوفياء وجهود الشرفاء الخيّرين, وذلك عندما انتفض هؤلاء الأشاوس وبدؤوا يواجهون الآلة الإعلامية الضخمة للدول الصهيوخليجية.
ومن يظن أن حربهم الإعلامية انتهت وتراجعت فهو واهم, لأن هؤلاء السفلة كالضباع الجائعة التي تتأهب للانقضاض على فريستها, صحيح أن إعلامهم تراجع ودُحر, ولكن المساعي الآن ترمي لتغييب الصوت الليبي لكي يستفردوا بالمعلومات, وللأسف فأن ليبيا لا تمتلك إعلام مُساند لها كما هو الحال مع سوريا؟
فسوريا تمر الآن بنفس السيناريو العدواني الذي رسموه لليبيا, إلا أن الفرق بين سوريا وليبيا, أن سوريا لديها عشرات القنوات الفضائية الرسمية التي تنافح عنها, بينما ليبيا تخوض حربها الإعلامية مُنفردة, إلا من دعم بسيط تتلقاه من قناة الرأي العراقية.
فسوريا لديها حوالي ستة قنوات فضائية رسمية تدافع عنها أمام الهجمة الإعلامية الصهيوخليجية, وأيضاً هنالك قناة الدنيا وقناة الجديد اللبنانية, ومعهم قناة حزب الله قناة المنار اللبنانية وقناة حركة أمل بقيادة نبيه بري قناة الـ NBN, وقناة العالم الإيرانية وقناة الفارسية باللغة الإنجليزية.
حتى ذلك الملعون اللبناني نواف سلام مندوب لبنان في الأمم المُتحدة, الذي تآمر مع مندوبة الولايات المُتحدة الأمريكية سوزان رايس على ليبيا, والذي دعا لعقد جلسة طارئة بأوامر من حكومة لبنان وتنسيق مع حزب الله وأمل وسعد الحريري, والذي تكالب مع رايس لتحشيد الدول ضد ليبيا في مجلس الأمن, حينما جاء الدور على سوريا في مجلس الأمن, كان أول الرافضين والمُفشلين للقرار, لأنهُ مُسير من قبل أزلام سوريا!!
وأما ليبيا فلها الله إذ ليس لها إلا ثلاثة قنوات رسمية متواضعة, ومع هذا تم إغلاقها من أغلب الأقمار الصناعية, لكي يكتموا الصوت الليبي, ولكن بجهود الشرفاء والخيريين, سوف لن فلحوا وسوف يستمر الصوت الليبي الحُر الصادق يصدح بالحقيقة رغم كيد الكائدين.
والله أكبر والنصر والعز لليبيين.
الثلاثاء مايو 17, 2011 1:50 pm
